التجارة الإلكترونية والبيع من خلال الإنترنت أثبت في الآونة الأخيرة قدرة كبيرة على مواجهة التحديات والمخاطر التي تعصف بعالم التجارة التقليدية، ففي أزمة كورونا الأخيرة أفلست آلاف الشركات والمنشآت الصغيرة والكبيرة على حد سواء وذلك بسبب ضعف الاستهلاك وقلة حركة البيع في السوق الفعلي، فكثير من دول العالم قامت بفرض حظر على مواطنيها تمنعهم فيها من الخروج إلا لشراء الأشياء الضرورية، وهو بالطبع ما أثر بالسلب على نمو حركة البيع وسبب ركود كبير في سوق البيع والشراء.
التجارة الإلكترونية في ظل الأزمات
في أزمة كورونا الأخيرة أثبتت التجارة عبر الإنترنت مرونتها وحيويتها وقدرتها على مواجهة التحديات، فقد أثبتت الدراسات التسويقية الأخيرة نمو كبير في قطاع التجارة الإلكترونية وازدهار عمل مواقع التجارة عبر شبكة الإنترنت، فشركة مثل شركة أمازون العملاقة حققت أرباح كبيرة فقط في الشهور الثلاثة الأخيرة من الأزمة، فمع بقاء قسم كبير من سكان العالم في منازلهم وعدم قدرتهم على مغادرة المنزل كان البديل هو الشراء أونلاين من خلال الإنترنت.
اقرأ أيضاً: أفضل طرق التسويق في فترة جائحة كورونا
التجارة الإلكترونية في العالم العربي
في العالم العربي ظهرت العديد من مواقع البيع عبر الإنترنت مثل موقع جوميا وموقع سوق دوت كوم قبل ان تقوم أمازون بشرائه والاستحواذ عليه، كما ظهر موقع نون وموقع سوق والعديد من منصات التجارة الإلكترونية والتي ساعدت على جعل المنطقة العربية سوق واحد كبير يتم فيه البيع والشراء من كافة الأماكن لكافة السلع والمنتجات.
وقد أظهرت الدراسات السوقية في المنطقة العربية أن التسويق الرقمي قد شهد نمواً بأكثر من 23% في عام 2015 فقط وذلك بفضل النمو الذي شهدته الأسواق السعودية والإماراتية والمصرية، وهو الأمر الذي أدى إلى نمو نشاط التجارة عبر الإنترنت ونمو قطاع التجارة الإلكترونية في المنطقة العربية كلها.
التجارة الإلكترونية تتغلب على مشكلات المؤسسات الصغيرة
في بداية أي مشروع تصبح مشكلة التعريف بالمنتج أو السلعة المقدمة ونشرها بين العملاء من أكبر العوائق التي تواجه هذه المؤسسات وتستهلك قسم كبير من ميزانيتها ومجهودها ، لكن في التجارة الإلكترونية الأمر أسهل من ذلك بكثير، فقد أصبحت المؤسسات الصغيرة قادرة على التواجد في السوق الإلكتروني وإثبات وجودها وقدرتها التنافسية وذلك بأقل التكاليف وأسرع الوسائل التسويقية.
أساليب التسويق للمؤسسات الصغيرة في عالم التجارة الإلكترونية
مع انتشار مفهوم التجارة الإلكترونية وحاجة الكثير من الشركات للوصول لأكبر عدد من العملاء ليس في بلد المتجر وحدها بل في كثير من بلدان العالم، أصبح من المهم على المشروعات الصغيرة في المنطقة العربية تعزيز جهودها التسويقية ونشر المنتجات على الإنترنت بالعديد من الوسائل والطرق مثل:
السوشيال ميديا: من أساليب الترويج للمنتجات والسلع في المشروعات الصغيرة والكبيرة على حد سواء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التعريف بالموقع أو المتجر الإلكتروني، حيث يمكن إنشاء صفحات على فيسبوك وتويتر وانستجرام ولينكدان وغيرها من المواقع ذات الشعبية الكبيرة، كما يمكن نشر الإعلانات الممولة على الصفحات التي لها متابعين بالآلاف وبالتالي تحقيق الإنتشار الواسع للمنتجات في عالم التجارة الإلكترونية.
قناة على يوتيوب: من المقولات الشهيرة في عالم التسويق أن دقيقة واحدة من مقطع فيديو تؤثر في العملاء أكثر من مليون كلمة مكتوبة، فالإنسان بطبعه يتأثر بالصورة والحركة أكثر من تأثره بالكتابة، لذلك فإن كثير من المؤسسات والمشروعات الصغيرة في العالم العربي اتجهت إلى التسويق باستخدام مقاطع الفيديو عبر يوتيوب وهو الأمر الذي حقق نجاحاً كبيراً لهذه المشروعات الصغيرة، كما قامت العديد من المشروعات الجديدة بالترويج لمنتجاتها من خلال قنوات اليوتيوب الشهيرة والتعاقد مع شركة يوتيوب لنشر إعلاناتهم على القنوات التي لها الآلاف من المتابعين.
المدونات: من الأساليب الجديدة التي لجأت إليها الكثير من المؤسسات والمشروعات الصغيرة في العالم العربي لتحقيق النجاح في مجال التجارة الإلكترونية القيام بإنشاء المدونات والمواقع التي من خلالها يتم الترويج للمنتجات أو الخدمات المقدمة للعملاء، وفي هذه المدونات يتم كتابة المقالات التسويقية والترويج للمنتج من خلال اتباع عدد من القواعد ليتصدر المقال نتائج البحث الأولى.
وقد اهتمت المواقع الجديدة باختيار الكلمات المفتاحية الملائمة، وتنسيق المقال وترتيب عناوينه، كما حرصت المواقع على تصميم الموقع بطريقة جذابة ومنظمة وهو الأمر الذي يساعد في إقبال القراء والزائرين بنسب عالية على المتجر الجديد وبالتالي يساهم في زيادة نسبة المبيعات ونمو الموقع في عالم التجارة الإلكترونية.
قوائم البريد الإلكتروني: من وسائل التسويق الحديثة التي لجأت إليها المؤسسات الصغيرة في المنطقة العربية من أجل اثبات الوجود في مجال التجارة الإلكترونية القيام بالترويج للمنتجات أو الموقع من خلال إرسال رسائل القوائم البريدية والتي يتم إعدادها بوضع آلاف العملاء والمشترين المنتظرين ثم إرسال الرسائل التسويقية والفيديوهات التثقيفية والمعرفية التي تحتوي في ثناياها على الرسالة التسويقية والترويجية للمنتج.
الدول العربية الأكثر استخداماً للتجارة الإلكترونية
هناك العديد من الدول العربية التي حققت تقدماً في مجال التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي، وأصبح آلاف العملاء والزائرين للإنترنت في هذه البلدان زبائن في مواقع التجارة الإلكترونية وأصبح قطاع كبير من الشباب على وجه الخصوص لا يحصل على السلع والمنتجات إلا عبر الإنترنت أون لاين، ومن الدول التي شهدت نمواً كبيراً في مجال التجارة الإلكترونية :
دولة الإمارات العربية المتحدة
تعد الإمارات العربية المتحدة من الدول المتقدمة في مجال التجارة عبر الإنترنت وشراء المنتجات من خلال الإنترنت، فارتفاع مستوى المعيشة في الإمارات، ووجود عدد كبير من الأجانب فيها ساهم بشكل واضح في نمو قطاع التجارة الإلكترونية، وقد بينت الدراسات التي أجريت على السوق الإماراتي في الفترة الأخيرة أن أكثر من 63% من سكان الإمارات يطلبون سلعهم من خلال الإنترنت، وأن 35% من تجارة الإمارات الداخلية تتم عبر شبكة الإنترنت.
المملكة العربية السعودية
شهدت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة قفزة كبيرة في مجال التسويق الرقمي، وأصبح اعتماد السكان على الشراء من خلال صفحات الويب أكبر من ذي قبل بنسبة كبيرة، حيث أن أكثر من 47% من سكان المملكة يعتمدون على التجارة الإلكترونية في طلب المنتجات والسلع التي يحتاجون إليها، فهي بذلك تحتل المركز الثاني عربياً بعد الإمارات العربية المتحدة.
جمهورية مصر العربية
تمثل جمهورية مصر العربية سوق واعد وكبير للتجارة الإلكترونية، فسكان مصر الذي يزيد على 100 مليون نسمة يعد من الأمور الإيجابية في مجال التسوق الرقمي والبيع عبر الإنترنت، وقد احتلت مصر المرتبة الثالثة في مجال التجارة الإلكترونية إذ بلغ عدد السكان الذين يقومون بالشراء من خلال الإنترنت أكثر من 22% من إجمالي عدد السكان وهي نسبة كبيرة إذا ما قورنت بعدد سكان مصر الكبير.